كتبت رانيا عادل
الباحثة إيمان أحمد أبو الفتوح أحمد طلخان، على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الإعلام جامعة الأزهر، فى رسالتها بعنوان “معالجة الخطــاب الديني فى الصحافة المصرية للانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ثورة 25 يناير.. دراسة تحليلية مقارنة”
تكونت لجنة المناقشة والحكم من السادة الأساتذة الدكتورة/ فاتن الطنباري عميد معهد الإعلام وفنون الاتصال بمدينة الثقافة والعلوم، والدكتورة/ إيناس محمود حامد رئيس قسم الإعلام وثقافة الطفل جامعة عين شمس، والدكتور/ أحمد أحمد زارع وكيل كلية الإعلام جامعة الأزهر
وقد تحدد الهدف الرئيسي لهذه الدراسة فى تحقيق هدف عام هو (رصد وتوصيف وتحليل المعالجة الصحفية للانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ثورة 25 يناير 2011م فى عينة من صحف الخطاب الدينى فى مصر)، ويتفرع عن هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية هى:-
التعرف على المضامين المرتبطة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية والتى تناولها الخطاب الديني الصحفى فى الصحف المصرية (محل الدراسة). والتعرف على المصادر التى اعتمدت عليها صحف الدراسة فى تغطيتها للانتخابات البرلمانية والرئاسية. وتحديد الأهداف التى سعت المعالجة الصحفية للانتخابات البرلمانية والرئاسية فى صحف الدراسة إلى تحقيقها. وتحديد اتجاهات المادة المنشورة عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ثورة 25 يناير فى صحف الدراسة. ورصد وتوصيف أساليب الإقناع (عاطفية / منطقية) المصاحبة للمعالجة الصحفية للانتخابات البرلمانية والرئاسية فى صحف الدراسة.
واعتمدت الدراسة علي منهج المسح Survey Method، واشتملت عينة الدراسة على جميع الأعداد التى صدرت من صحف الأهرام ، وصوت الأزهر ، ووطنى ، خلال الفترة من 10/3/2011م وحتى 31/6/2012م باتباع أسلوب الحصر الشامل إذ بلغ إجمالى الأعداد التى تم تحليلها من الصحف الثلاث (614) عدداً ، بواقع (478) عدداً للأهرام ، (68) عدداً لصوت الأزهر ، (68) عدداً لوطنى.
وفى إطار ذلك تم عمل مسح شامل لجميع المواد الصحفية التى تناولت الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ثورة 25 يناير فى صحف الدراسة ، وبلغ عددها (795) مادة صحيفة شملت المواد الإخبارية والاستقصائية ومواد الرأى بأشكالها المختلفة.
واعتمدت الدراسة على أداة تحليل المضمون Content Analysis ، للتوصل إلى وصف وتحليل المحتوى الظاهر والكامن للمادة الإعلامية المنشورة من خلال تصنيف وتبويب وتقييم الرموز والأفكار الرئيسية التى تحملها بهدف الوصول إلى دلالات واستنتاجات صحيحة فى حالة إعادة البحث والتحليل، وهو يعتمد أساساً على تقدير الباحث ويتم تقسيم المحتوى إلى فئات واضحه وتحدد نتائج التحليل تكرار ظهور وحدات التحليل فى السياق.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
1- احتلت جريدة وطني المرتبة الأولى من حيث كثافة تغطيتها لموضوع الدراسة ، بنسبة بلغت 57.4%، ثم جريدة صوت الأزهر فى المرتبة الثانية بنسبة بلغت 33.1%، وفي المرتبة الثالثة جاءت صفحة الفكر الديني بالأهرام بنسبة بلغت 9.5%.
2- أظهرت النتائج كثافة التناول الصحفي لموضوعات الانتخابات البرلمانية والرئاسية، حيث جاءت فئة الترشح للانتخابات في المرتبة الأولى بنسبة 17.9%، تلتها الشروط اللازم توافرها في المرشح في المرتبة الثانية بنسبة 16.5%، ثم التصويت على الانتخابات في المرتبة الثالثة بنسبة 13.4%، ثم غلبة الإسلاميين في المرتبة الرابعة بنسبة 12.5% .
3- احتل الاتجاه المحايد المرتبة الأولى من بين الاتجاهات التي سادت المعالجة الصحفية للانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ثورة 25 يناير في صحف الدراسة بنسبة 39%، تلاه الاتجاه المعارض في المرتبة الثانية بنسبة 33.2%، وأخيراً الاتجاه المؤيد في المرتبة الثالثة بنسبة 27.8%.
4- غلبت المعالجة الموضوعية في صحف الدراسة الثلاث على المعالجة المتحيزة والتي جاءت في المرتبة الثانية من بين أنواع المعالجة الصحفية للانتخابات البرلمانية والرئاسية بنسبة 14.1% في حين حازت المعالجة الموضوعية على نسبة 85.9 %.
5- تصدر الهدف النقدي للمعالجة المرتبة الأولى في صحف الدراسة بنسبة بلغت 30.3% من بين أهداف المعالجة الصحفية لموضوعات الانتخابات ، تلاه في المرتبة الثانية الهدف الإخباري بنسبة 26.4% ، ثم الهدف التفسيري في المرتبة الثالثة بنسبة 24% .
6- اهتمت صحف الدراسة بالمصادر الفرعية لمادتها الصحفية وقد تصدر فئة مسئولون المرتبة الأولى بنسبة 49.2% ، وفي المرتبة الثانية جاءت فئة متخصصون ومثقفون بنسبة 25.2% ، تلتها في المرتبة الثالثة فئة غير محدد المصدر بنسبة 15.1% .
7- كشفت نتائج الدراسة عن تباين الاستمالات الإقناعية المستخدمة في المعالجة الصحفية للانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ثورة 25يناير 2011م في صحف الدراسة الثلاث، حيث جاءت الاستمالات المنطقية في المرتبة الأولى بنسبة 56.3%، تلتها في المرتبة الثانية الاستمالات العاطفية بنسبة 43.7% .
وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات على النحو التالى:
1) تشجيع الباحثين على إجراء المزيد من الدراسات الإعلامية التى تتناول معالجة الخطاب الدينى الصحفى للقضايا السياسية وعلى رأسها الانتخابات، وذلك لسد الفراغ الذى تعانى منه المكتبة العربية فى هذا النوع من الدراسات الإعلامية.
2) أن تحافظ الصحف على موضوعيتها وحيادتها فى تغطيتها الصحفية للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة مثلما التزمت بذلك فى تغطيتها لهذه الانتخابات .
3) تخصيص مساحة كافية ومتوازنة مع باقى المضامين الأخرى لنشر المضمون الدينى يوميا ، حيث انتهت نتائج الدراسة إلى قصور المساحة المخصصة بالصحف العامة .
4) إنشاء مؤسسة أو هيئة دينية مستقلة عن السلطة تتولى إصدار الصحف الدينية المتخصصة وتتولى تمويلها وادارتها وتعيين مدرائها وتدريب الصحفيين المتخصصيين للعمل بها وتكون معبره عن الخطاب الدينى، وتتولى الاتصال بالمؤسسات الصحفية الأخرى التى تصدر صفحات أو ملاحق دينية للتنسيق معها.
5) ضرورة تغليب القيم المهنية فى الأداء الصحفى على التحزب فى الرأى، بما يؤدى إلى تشكيل الرأى العام على أسس موضوعية ومتوازنة، مثلما فعلت الصحف فى معالجتها للانتخابات والتى أعقبت ثورة 25 يناير.
6) ضرورة إجراء دراسة تحليلية لمعالجة الانتخابات الرئاسية 2014م ، ومقارنتها بالانتخابات الرئاسية بعد ثورة 25 يناير، وذلك للتأكد من مدى حيادية وموضوعية الصحف المصرية وتوازنها فى عرض وجهات النظر وعدم التحزب فى الرأى.